وسط غابات الزيتون التونسية المهيبة , حكايات مشوقة تتكرر في موسم جني الزيتون كل عام. لوحة ألوان بديعة من الأخضر اليانع الى البنفسجي القاتم ثم الأسود الحالك. ليس لهذه الألوان قيمة جمالية فقط بل أكثر من ذلك اذ تلعب دورا مهما في عملية الجني و الفصل و الترتيب حسب المعنى الذي يحمله كل لون.
في هذا المقال سنغوص في عمق غابات الزيتون التونسية لنكتشف معا كيف يتم التعامل معها حسب ألوانها.
1- ألوان صابة الزيتون :
خلال فترة الجني , يواجه الفلاّح أصنافا و ألوانا متعددة من الزيتون , نذكر منها :
الزيتون الأخضر :
يرمز هذا الزيتون إلى الشباب وهو أول من يتم جنيه قبل أن ينضج تماما. لونها الغامق هو علامة على احتوائها على نسبة عالية من البوليفينول ،وهو الذي يعطي زيت زيتون نكهة ورائحة قوية و مميزة.
الزيتون الأصفر :
يمتاز الزيتون الذي يحمل هذا اللون بطعم أقل مرارة وقوام أكثر رقة.
الزيتون الأرجواني والأسود:
يأخذ الزيتون هذا اللون عند وصوله إلى مرحلة النضج الكامل. لونها الداكن هو ضمان قوامها الناعم و ذوبانها في الفم ، مما يجعله الاختيار الأمثل لزيتون المائدة و لإنتاج زيت زيتون أكثر نعومة.
2- فن فرز الزيتون : زيتون للزيت وزيتون للمائدة
في تونس, يتم التعامل بطريقة مختلفة مع كل نوع من الزيتون حسب لونه و درجة نضجه. حيث يتقن فلاحو المنطقة فن اختيار الزيتون لاستعماله بعد ذلك بطرق مختلفة.
الزيتون المخصص لزيت الزيتون البكر الممتاز: هذا الزيتون ،غالبا ما يتم حصاده بعد ان ينضج تماما ، يحمل درجات اللون الأرجواني والأسود.
ويعتبر الخيار المثالي لاستخراج الزيت الممتاز نظرا لاحتوائه على نسبة عالية من الزيت و النكهات القوية. زيت الزيتون البكر الممتاز المنتج من هذا الزيتون مثالي لتتبيل السلطات و أطباق المعكرونة و أيضا للغمس بالخبز الطازج.
ز
يتون المائدة والتخزين: يأتي الزيتون المخصص للمائدة والتخزين بألوان متنوعة ، تتراوح من الأخضر إلى الأصفر والأرجواني. فيما يلي بعض الأمثلة على استخداماته المتعددة :
الزيتون الأخضر المسكي: يحظى هذا الصنف بتقدير خاص بسبب قوامه الصلب و مرارته الخفيفة. عند تتبيله بالثوم والأعشاب العطرية والليمون ، يضيف نكهة فريدة للعديد من الأطباق التونسية ، مثل الكسكسي بالدجاج.
زيتون المائدة الأسود: يحظى هذا النوع بشعبية كبيرة ، و يعتبر مثاليا لمرافقة السلطة التونسية التقليدية ، والمعروفة باسم "سلاطة تونسية". قوامه الذي يذوب في فمك ونكهته الغنية يجعله الخيار المثالي للمقبلات .
ا
لزيتون البلدي: الزيتون الأخضر من صنف البلدي ، المحفوظ بزيت الزيتون والأعشاب العطرية ،هو الافضل لفتح الشهية. مذاقه المر اللذيذ يجعله إضافة لذيذة إلى ألواح الجبن و المقبلات.
موسم الجني في تونس هو فترة مهمة و شيقة في نفس الوقت, تنوع الألوان الذي نراه على الأغصان يبين الاستخدامات المتعددة لهذه الفاكهة الثمينة. سواء كان مخصصا لإنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز أو لتذوقه على المائدة ، الزيتون هو مصدر فخر حقيقي للتونسيين.
يشتهر زيت الزيتون البكر الممتاز من أوليفو بجودته الاستثنائية ونكهته القوية . يضمن الاختيار الدقيق للزيتون وطرق العصر التقليدية والالتزام بالتميز أن كل قطرة من زيت الزيتون البكر الممتاز تمثل جيدا جوهر البحر الأبيض المتوسط.